التحيُّز القائم على النَّوع الاجتماعي والصُّور النمطيَّة في ريادة الأعمال: حواجز تُؤثِّر سلبًا على حياة النِّساء

✨ في سياق رسالتنا…
في إطار حرص مؤسسة تطوير الكوتش العربي على تمكين أعضائها، وإتاحة المساحة لهم للتعبير عن رؤاهم وتجاربهم الملهمة، تأتي هذه المقالة ضمن سلسلة من الإسهامات التي يقدّمها أعضاء المؤسسة بأنفسهم، انطلاقًا من إيماننا العميق بـ أهمية نشر الوعي، وتعزيز ثقافة التطوير الذاتي، والدعم النفسي، والعلاقات الإنسانية الواعية.
تسعى المؤسسة من خلال هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على الأصوات المُلهمة داخل مجتمع الكوتشينج، وتفعيل دور الأعضاء في التأثير المجتمعي من خلال الكتابة الهادفة والفكر البنّاء.
📝 عنوان المقال:
التحيُّز القائم على النَّوع الاجتماعي والصُّور النمطيَّة في ريادة الأعمال: حواجز تُؤثِّر سلبًا على حياة النِّساء
🖋 بقلم:
د. أسماء غريب – أستاذة جامعية ومدربة ريادة أعمال
التحيُّز القائم على النَّوع الاجتماعي والصُّور النمطيَّة في ريادة الأعمال: حواجز تُؤثِّر سلبًا على حياة النِّساء
على الرُّغم من التقدُّم العالمي نحو المساواة بين الجنسين، لا تزال رائدات الأعمال يُواجهن تحيُّزًا جِنسياً وصُورًا نمطيَّة متجذِّرة، تُؤثِّر بشدَّة على فُرص نجاحهنَّ المهني واستقرارهنَّ الاجتماعي. وتنعكس هذه الحواجز في نظرة المستثمرين، وفي تقييم الأداء، ممَّا يُضعف دَعم النِّساء كرائدات.
فَهم التحيُّز الجِنسي في ريادة الأعمال
أظهر تقريرٌ نَشرتهHarvard Business Review عام ٢٠٢٢ أنَّ المستثمرين يميلون إلى طرح أسئلة تُركِّز على المخاطر والخسائر (prevention-oriented) على النِّساء، بينما تُطرَح أسئلة تُركِّز على الطُّموح والنُّمو (promotion-oriented) على الرِّجال. هذا التحيُّز يُؤدِّي إلى تقليل فُرص النِّساء في الحصول على التَّمويل.
كما أظهر تقرير *Global Entrepreneurship Monitor لعام ٢٠٢٣ أنَّ رائدات الأعمال يحصلن على تمويلٍ أقل بنسبة ٦٥٪ مقارنةً بنظرائهنَّ من الرِّجال، رغم تقديمهنَّ نفس العُروض التِّجاريَّة.
أمثلة واقعيَّة
جيسيكا ألبا، مؤسِّسة The Honest Company، واجهت شكوكًا في قدراتها بسبب خلفيَّتها كمُمثِّلة.
سارة بليكلي، مؤسِّسة Spanx، عانت في بداياتها من صُعوبة إقناع المستثمرين الذُّكور.
الآثار الاجتماعيَّة
وفقًا لتقريرٍ صادرٍ عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) عام ٢٠٢١، فإنَّ ٤٥٪ من رائدات الأعمال يشعرن بأنَّهنَّ “غير مدعومات اجتماعيًّا”، مقارنةً بـ٢٥٪ من الرِّجال.
هذا الشعور يُؤدِّي إلى الإرهاق النَّفسي، وتراجع الثقة بالنفس، وتأثيراتٍ سلبيَّة على العلاقات الشَّخصيَّة.
الحلول العمليَّة
تدريبٌ إلزامي على التحيُّز الجِنسي في شركات رأس المال الاستثماري.
برامج توجيه نسائيَّة مثل: Lean In وWomen Who StartUp
حملات إعلاميَّة لتسليط الضَّوء على قِصص نجاح النِّساء.
مبادرات دعم من الرِّجال المتحالفين مع قضايا المساواة.
الخُلاصة
التحيُّز الجِنسي في عالم ريادة الأعمال ليس مجرَّد تحدٍّ مهني، بل أزمة اجتماعيَّة. ومن خلال مواجهة الصُّور النمطيَّة وتبنِّي حلولٍ ممنهجة، يُمكن تمكين النِّساء من قيادة مشاريعهنَّ دون المساس بحياتهنَّ الشَّخصيَّة.
نبذة عن الكاتب/الكاتبة:
د. أسماء غريب أستاذة جامعية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومدربة معتمدة في ريادة الأعمال من كلية وارتون – جامعة بنسلفانيا. اختيرت ضمن أفضل 10,000 سيدة قيادية وريادية على مستوى العالم وفقًا لتصنيف مؤسس جولدمان ساكس.
تمتلك خبرة مهنية تتجاوز 20 عامًا في مجال التدريب وإدارة المشروعات التعليمية في مصر ودول الخليج، وتكرّس جهودها حاليًا لدعم تمكين النساء وتطوير ريادة الأعمال من منظور عادل وشامل.